لماذا كتبت في مسألة التصوير الضوئي؟

من أغرب ما ابتُليت به الأمة في هذا الزمان أن معصية دلت النصوص الكثيرة على أنها من الكبائر، ألا وهي تصوير ذوات الأرواح، أصبح يهون من شأنها حتى صار بعضهم يصفها بأنها "مجرد مرآة" أو "حبس ظل على ورق"، وكثرت دعاوى الخلاف وعدم التشنيع والإنكار على المخالف، وتسويغ "الاجتهاد" فيها.

وهذه الإطلاقات الساذجة ليست مجرد خطأ في التعبير، بل تضليل صريح، لأنه يصادم التحذيرات الشديدة الواردة عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- وفهم السلف الصالح.
أن يُعامل أمر ارتبط بالشرك والوعيد واللعن وكأنه خدعة بصرية بريئة، فهذا تشويه للحقائق يجر الناس إلى الاستهانة بما قد يُهلكهم.

لم أكتب كتابي لتسلية القراء العابرين، المارين مرور الكرام، وإنما كتبته من أجل تثبيت الحجة، وجمع الأدلة، وكشف وهن الشبهات، وبيان سطحية دعوى "المرآة والظل". فندت فيه كل شبهة دارجة؛ سواء أكانت ناشئة عن سوء فهم للأحاديث، أو إعراض عن مفاهيم علمية جامدة، أو استدرار للعاطفة بحجة أن "الحياة لا تستقيم بلا صور" و"كل الأمة تصور".

لا أتوقع من عامة الناس أن يقرؤوا كل فصوله، لكنني أطالب طلبة العلم وأهله وكل من يخشى الله أن يدركوا هذه الحقائق.

حين تُسوَّغ الكبائر وتُكسى ثوب المباح، لا يصح السكوت. والأمة تحتاج إلى وضوح. والوضوح لا يتحقق إلا حين تُواجَه الشبهات مواجهة مباشرة، مدعومة بالأدلة، بلا مجاملة ولا تردد. أما تكرار ذكر النصوص فلا ينفع أمام هذه الأغلوطات الباطلة التي طغت على المسألة.

لهذا كتبت. لا لأزيد الجدل، بل لأعيد للقضية وزنها الذي عَرَفه سلف الأمة. التصوير الضوئي ليس "مجرد مرآة"، ولا "حبس ظل". سبحان ربي كيف يقول هذا عاقل.